ماجدة محيي الدين (القاهرة)

«اليقطين» إحدى الثمار الغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض والألياف المفيدة لصحة الإنسان.. منتشر في العديد من دول العالم ويعتبره البعض نوعاً من الخضر وفي مناطق أخرى يصنف من الفواكه.. ويستخدم في أطباق متنوعة منها المالح والحلو، ورغم أن ألوانه مختلفة ما بين الأصفر والأحمر والبرتقالي إلا أنه من الداخل يتميز بلونه العسلي وبذوره اللينة التي تتجمع في وسط الثمرة.. وقد جاء ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ)، «سورة الصافات: الآيات 139 - 145».
«اليقطين» أو قرع العسل أو «الدباء» له فوائد عديدة لصحة الإنسان، حيث يحتوي على الألياف والأملاح والفيتامينات والكربوهيدرات والماء ويقي الإنسان من الإصابة بالأمراض المعدية ويسهم في علاج الحروق والالتهابات الجلدية، ومن فضل الله أن ورق شجر «اليقطين» يتميز بكثرته وكبر حجمه، أملس وطارد للذباب، فلا يحبه ولا يقربه، فكان حماية ليونس عليه السلام من الذباب وأذاه.
ويرى العلماء أن الله سبحانه جمع في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء ليونس عليه السلام.. وورد في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اليقطين ويقول: «شجرة أخي يونس».
وحول فائدة اليقطين للصائم تقول الدكتورة مي فوزي أستاذ الأمراض الباطنة بالقصر العيني إن اليقطين أو قرع العسل أحد الثمار ذات القيمة الغذائية العالية، مفيد جداً للإنسان ويتميز بطعمه الشهي، نتناوله بمجرد أن يظهر فلا حاجة لانتظاره حتى ينضج بعكس غيره، من ثمار الخضر والفواكه، ويمكن أن يؤكل نيئاً أو مطهواً، ويقلل الإحساس بالجوع ويمنع العطش وله تأثير فعال في تحسين المزاج ومقاومة الاكتئاب.
وتضيف: يناسب اليقطين شهر الصيام فهو غني بفيتامينات «A» و«B» و«C» إلى جانب مجموعة من المعادن المهمة منها الحديد والماغنسيوم ومضادات الأكسدة مثل الكاروتين مما يقلل من فرص الإصابة بالسرطان، وتسهم تلك المادة في تقليل تطور أنواع معينة من السرطان وتأخير الشيخوخة وتقي من الإصابة بالأمراض الصدرية والحساسية والربو، يساعد على إبطاء معدل امتصاص السكر في الدم، وله تأثير فعال في تحسين عملية الهضم والتخلص من الحموضة.
وترى د. مي أن اليقطين يدخل في برامج الحمية الغذائية لإنقاص الوزن وتقليل الإحساس بالجوع، وهو ما يجعله إحدى الثمار التي تساعد الصائمين على تحمل الجوع دون الشعور بالإرهاق والإجهاد، حيث يعين الصائم على أداء عمله والقيام بالأنشطة الذهنية بكفاءة خلال ساعات النهار، وبسبب ما يحتوي من ألياف وماء يكافح العطش وينعش الجسم، ويساعد في تحسين حالة مرضى التهابات الكلي ويخفف آلام الأسنان، وله دور مهم في الحماية من أمراض القلب والجلطات، ويقلل فرص الإصابة بهشاشة العظام، ويخفف من آلام العظام والمفاصل.
وتنصح د. مي فوزي بأن يكون القرع ضمن البرنامج الغذائي للأطفال في مراحل النمو المختلفة، خاصة للطلاب قبل الامتحانات، حيث يزيد الحيوية الذهنية ويرفع المناعة الطبيعية ويهدئ الأعصاب وينشط الكبد ويفتح الشهية، ما يحمي من إصابة الصغار بالهزال والإجهاد، ويلعب دوراً مهماً في علاج مشاكل البشرة والجلد في سن المراهقة.